قيس بن الملوح
الشاعر العاشق المجنون
لمّا اشتُهِر قيس بحُب ليلى وابتلي بالجنون ، قام أبوه وإخوته وبنو عمه وأهل بيته فأتوا المهدي (أبا ليلى) وسألوه بالرحم والقرابة والحق العظيم أن يزوجها منه ، وأخبروه أنه ابتلي بحبها .
فأبى أبو ليلى ولج وحلف وقال :
والله لا تحدَّثتْ العرب أنّي زوجتُ عاشقًا مجنونًا لابنتي .
فأقبل الناس إلى أبي قيس المجنون وقالوا له :
لو أخرجتَهُ إلى مكة فعوذته بيت الله الحرام لعل الله يعافيه مما ابتلي به !
فأخرجهُ أبوه إلى مكة ، فلمّا قدما مكة قال له أبوه :
"يا قيس ، تعلّق بأستار الكعبة" ففعل ، فقال: "قل اللهم أرحني من ليلى وحبها " ، فقال:
"اللهم مُنَّ عليّ بحب ليلى وقربها"
فضربه أبوه ، فأنشد يقول :
يا ربِّ إنك ذو منٍّ ومغفرةٍ
بَيِّت بعافيةٍ ليل المحبينا
الذاكرين الهوى من بعدما رقدوا
الساقطين على الأيدي المكبينا
يا ربِّ لا تسلبنّي حبها أبدًا
ويرحم الله عبدًا قال آمينا.